Oussama King المدير العام
الهواية : الجنس : عدد المساهمات : 454 نقاط : 2147483646 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2010
| موضوع: النفـايـــــــات و البيئـــــــــــــــــة السبت مايو 07, 2011 2:55 pm | |
| في ظل عالم متغير يتسابق فيه الجميع نحو التقدم الصناعي والتكنولوجي ، حيث تملي منظومة الدول المتقدمة تكنولوجياً، واقتصادياً ، على العالم النامي ، جملة من الأوامر وتبعات سياساته ، ناهيك عن مخترعاته و صناعاته ،فتمتلىء السماء الصافية بما يفسد هواءها و يثقب طبقاتها ويعكر نقاء الماء مما يغير طبيعتها ، و تتحمل قدرة التربة بما لا طاقة لها باستيعابه، وتنوء الأرض بما فوق ظهرها من صراع واهم، ودائم، بين الإنسان (الابن) والبيئة (الأم) ، حتى أصبح الإنسان وبحق ظالماً لنفسه و لبيئته ، جانياً عليها و مجنياً عليه، فبات يتنفس تلوثاً ، و يشرب تلوثاً ، و يأكل تلوثاً , و يسمع تلوثاً , و يبصر تلوثاً , و ينتج تلوثاً , ويستهلك تلوثاً ، تاركاً من بعده أنواعاً من التلوث مستحدثة و مكثفة بعيدة الأذى و الأثر لأجيال قادمة. قال تعالى : " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " لقد خلق الله سبحانه و تعال هذا الكوكب واستخلف الإنسان فيه ليعمره و يستمد منه مقومات حياته , فالهواء الذي يتنفسه الإنسان , والماء الذي يشربه , والأرض التي يسكن عليها و يزرعها , وما يحيط به من كائنات حية ، و جمادات هي عناصر البيئة التي يعيش فيها ،و هي الإطار الذي يمارس فيه حياته و نشاطاته المختلفة ،و من أهم ما يميز البيئة و تفاعلات عناصرها الأساسية الثلاثة : الماء , و الهواء , والأرض هو ذلك التوازن الدقيق القائم بينهما , فلو أن ظروفاً ما أدت إلى إحداث تغيير معين في إحدى هذه البيئات , فإنه و بعد فترة قليلة يتلاشى بفعل الظروف الطبيعية . وقد بقي هذا التوازن قائماً إلى أن جاء الإنسان و بما حباه الله من عقل تجاوز هذه العلاقة الطبيعية في تعامله مع بيئته، نتيجة التنمية الاقتصادية المتزايدة والزيادة المصاحبة لها في النشاط الصناعي و الزراعي , والزيادة المطردة في أعداد السكان , وزيادة استهلاك الطاقة و الموارد الطبيعية . و قد أدى ذلك إلى إجهاد واضح للبيئة، و ظهرت العديد من القضايا التي أخذت تهدد الأمن البيئي العالمي مثل : إنبعاث الغازات الدقيقة( انبعاث غازات الدفيئة ) و ظاهرة الإحترار و تقلص طبقة الأوزون والأمطار الحمضية و التلوث الصناعي و إزالة الغابات و استزاف التربة و تناقص التنوع الحيوي و النفايات الكيماوية السامة و الخطرة التي تزداد كل عام كماً و نوعا. إن الاهتمام العالمي بمشكلة النفايات الخطرة يعكس رؤى المجتمع الدولي للدخول في عصر جديد من التنمية المستدامة ،و قد بدا هذا واضحاً من خلال الجهود و الاتفاقات التي أبرمت , ومن أهمها اتفاقية بازل الدولية التي أبرمت لتنظيم حركة النفايات الخطرة و التخلص منها عبر الحدود بطرق سليمة بيئياً ،والهدف منها حماية الإنسان و البيئة من مخاطر الكيماويات و النفايات السامة و سنتحدث عنها لاحقا.
بالرغم من أن الأردن ليس بلداً صناعياً كبيراً إلا أنه يوجد كثير من المواد الخطرة لديه , تنتج عن استهلاك المواد الخطرة كالمبيدات الحشرية والمنظفات و مواد طلاء المعادن و دهان السيارات و النفايات الطبية الناتجة عن المختبرات و المستشفيات , والنفايات الصناعية الناتجة من عمليات التصنيع الكيماوي , وتشمل هذه النفايات معادن ثقيلة كالرصاص والزئبق و مذيبات عضوية و مركبات السياثيد و أحماض و مركبات عضوية مهلجنة ومركبات فسفورية و غيرها. علما أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة حول كميات و أنواع النفايات الخطرة , باستثناء دراسة قامت بها الجمعية العلمية الملكية عام 1993 قدرت فيها كميات النفايات الخطرة في الأردن بما يقارب (43,000) طن وتشمل نفايات الزيوت و هالوجينات و مذيبات و كيماويات عضوية و مخلفات الزئبق و مبيدات و نفايات غير عضوية و كيماوية مختلفة. إن الوعي البيئي المتزايد في الأردن و الاهتمام بحماية البيئة خاصة بعد صدور قانون حماية البيئة رقم (12) لسنة 1995م ، وصدور نظام إدارة المواد الضارة و الخطرة رقم (43) ، لسنة 1999م ،و الذي وضع الأسس القانونية لتصنيف و تخزين ونقل و إتلاف المواد الخطرة وتحديد ما يمنع إدخاله منه إلى المملكة و انضمام الأردن إلى اتفاقية بازل الدولية للتحكم في نقل النفايات الخطرة و التخلص منها عبر الحدود و التي تعتبر جزءا من التشريعات الأردنية , تبشر بالمجهود المبذول لمواجهة تهديدات النفايات الخطرة. النفايات الخطرة : - تعريفها وتصنيفها يمكن تعريف التلوث البيئي : وهو إنتشار النفايات الخطرة في البيئة مما يخل بالتوازن البيئي النفايات الخطرة : إنها نفايات او مجموعة النفايات الناتجة من النشاطات الصناعية أو الطبية أو الزراعية والتي بسبب كميتها أو تركيزها أو خصائصها الكيميائية أو الفيزيائية أو الحيوية تشكل مخاطر على صحة الإنسان و بيئته خلال التداول و التخزين و النقل و المعالجة و الطرح التلقائي , أو تطلق غازات قابلة للإشتعال عند ملامسة الماء , أو تتضمن مؤكسدات أو بيروكسيدات عضوية , أو مواد سامة أو معدية أو أكالة ، أو قادرة على إنتاج مادة أخرى بعد التخلص منها , أو تطلق غازات سامة عند ملامسة الهواء أو الماء ولا يشمل هذا التعريف النفايات المشعة والتي تحتاج إلى إجراءات أمنية خاصة للتخلص منها. أما التعريف العالمي للنفايات الخطرة و السامة كما ورد في إتفاقية بازل الدولية فهو:- النفايات الخطرة هي:- المواد أو الأشياء التي يراد التخلص منها طبقا للأنظمة و القوانين الوطنية والتي تحتاج إلى طرق و أساليب خاصة للتعامل معها و معالجتها حيث لايمكن التخلص منها في مواقع طرح النفايات المنزلية و ذلك بسبب خواصها الخطرة و تأثيراتها السلبية على البيئة و السلامة العامة. كما عرف نظام إدارة المواد الضارة و الخطرة و تداولها رقم {43} لسنة 1999الصادر بموجب قانون حماية البيئة الأردني رقم {12} لسنة 1995 النفايات الخطرة:- أي مواد لا يمكن التخلص منها في مواقع طرح النفايات العامة أو شبكات الصرف الصحي وذلك بسبب خواصها الخطرة و آثارها الضارة بالبيئة و بسلامة الكائنات الحية و تحتاج الى وسائل خاصة للتعامل معها و التخلص منها. و يتم تصنيف النفايات الخطرة بأنها خطرة ،بإحدى طريقتين أ- إذا كانت بإحدى الخصائص التالية:- أكالة , أو سامة , أو متفاعلة , أو قابلة للإشتعال فهي خطرة , حيث يمكن تعريف هذه الخصائص على النحو التالي:- 1-أكالة : مادة بسبب خصائصها الحامضية أو القاعدية تسبب تآكل للمعادن . 2-سامة : مادة تهدد صحة الكائن الحي عندما تستنشق أو تبتلع أو تكون على تماس مع جسم الكائن الحي. 3-متفاعلة : مادة غير ثابتة تحت الظروف العادية و يمكن أن تسبب إنفجارات أو تنتج غازات و أبخرة سامة. 4- قابلة للإشتعال : مادة تشتعل و تحترق بسهولة و بسرعة مثل المذيبات المتطايرة. ب- إذا كانت موجودة في إحدى قوائم النفايات الخطرة التي تصدرها المنظمات المعنية ، والمهتمة بالبيئة ولها سمعتها العلمية ، على شاكلة وكالة حماية البيئة الأمريكية ، ومنظمة الصحة العلمية ، وغيرها من المنظمات المعتمدة. مصادر النفايات الخطرة يمكن تقسيم النفايات الخطرة إلى أربعة أقسام أساسية : أ- النفايات الصناعية : تلعب الصناعة و منتجاتها دورا هاما في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية لما يمكن أن تقوم به من خلق فرص جديدة للعمل و تنوع مصادر الدخل و زيادة الدخل القومي في المجتمع. وقد أدى التطور الصناعي بعد الحرب العالمية الثانية إلى إجهاد بيئي ملحوظ و بدأت الآثار السلبية للنشاط الصناعي بالظهور مثل تلوث الهواء والماء و الأرض و تراكم النفايات الكيماوية و السامة. تنتج البلدان الصناعية 90% من النفايات الخطرة في العالم , والتي ينتهي بها المطاف في كثير من الأحيان إلى أماكن غير ملائمة للتخلص منها. ب- النفايات الطبية : تعتبر النفايات الطبية من النفايات الخطرة ذات الطبيعة الخاصة نظرا لسٌميتها العالية ومحتوياتها من المواد الكيميائية السامة و المشعة ،و قدرتها على الإصابة بالأمراض , وتعتمد هذه الخاصية على مدى وجود الجراثيم و الفيروسات في النفايات الطبية و مقدار الجرعة و طريقة التعرض و مدى مقاومة الجسم لهذه الميكروبات. و تشمل النفايات الطبية فضلات غرف عزل المرضى المصابين بأمراض معدية ,و مخلفات زرع البكتيريا و العوامل المعدية و البيولوجية ,و فضلات كل من مواد التعقيم و التطهير و الدم و الأمصال و البلازما،ومخلفات الصناعات الدوائية. ج- النفايات المنزلية : تحتوي بعض المنتجات المستهلكة في المنزل على كيماويات خطرة , وللأسف فإن مثل هذه الكيماويات في تزايد مستمر و هناك معلومات قليلة عنها و خطورتها تزداد لأن هذه النفايات في الغالب يتم التخلص منها في مكب النفايات الصلبة العادية بدون حذر, و لا يتم تصنيفها كنفايات خطرة. د- الكيماويات الزراعية : يوجد في الكثير من دول العالم كيماويات زراعية مثل المبيدات القديمة و غير المستعملة و التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة , إن وجود هذه السموم في الدول النامية يؤدي إلى تلوث البيئة بمخاطرها. مكونات النفايات الخطرة و خصائصها :- الهدف من تحديد مكونات النفايات الخطرة و خصائصها هو تقييم النفايات لمعرفة المخاطر الناتجة و المتوقعة عنها و اّثارها البيئية و الصحية و هذا يفيد في إتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية الإنسان و الكائنات الحية الأخرى و عناصر البيئة من تهديدات و مخاطر النفايات. وبشكل عام يمكن التعرف على مكونات النفايات الخطرة و خصائصها من خلال الفحوصات و المعايير التالية :- أ-معايير عضوية :- وتهدف فحوصات المواد استناداً إلى هذا المعيار في تحديد كمية المواد العضوية الموجودة في النفايات الخطرة ، وهي لا تقيس مركب معين بل مجموعة من المحتويات وتشمل ( الكربون العضوي ، والأكسجين الحيوي ،الهيدروكربونات البترولية الكلية ، والشحوم والزيوت ). ب- الخصائص الفيزيائية : تهدف هذه الفحوصات إلى دراسة الحالة الفيزيائية للنفايات و تشمل ( المواد الصلبة المعلقة،درجة الحموضة ، درجة الحرارة ، جهد التأكسد ، اللون والرائحة ). ج- ملوثات معينة : قد تكون هذه الملوثات عضوية أو غير عضوية و تختلف من حالة إلى أخرى و تعتمد على نوع الصناعة المنتجة للنفايات وتشمل : - ( السيانيد ، الفوسفات ، المنظفات،المعادن الثقيلة ،الكبريتيدات ، الفينول ، سموم عضوية ). وللنفايات الخطرة آثاراً بيئية مدمرة ، حيث أنها سامة وتستنفذ الأكسجين ، من الهواء ومن المياه السطحية ، وكذلك فإنها تدمر الحياة الحيوانية والنباتية ، كما تسبب العكارة للمياه وتضر الكائنات البحرية ، وبعضها يسبب طبقة من الشحوم والزيوت على سطح المياه في البحار والأنهار، كما وأنها تدمر الطحالب ، وتذهب بجمال الشواطىء وكذلك تضر بالطبيعة الجمالية لسطح الأرض ، وآثارها بعيدة المدى لأن في بعض المواد صلب ويستمر تأثيرها زمناً طويلاً ، وتغير لون ورائحة ما تمسه من طبيعة. | |
|
ملاك الروووح عضوجديد
الهواية : الجنس : عدد المساهمات : 10 نقاط : 10 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 14/02/2012
| موضوع: رد: النفـايـــــــات و البيئـــــــــــــــــة الثلاثاء فبراير 14, 2012 5:10 pm | |
| موضوع في قمة الخيااال طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق | |
|