تواجه معظم الزوجات مشكلة غضب الزوج غير المبرر في رمضان، وخاصة قبل الإفطار، فتجده يغضب ويثور لأتفه الأسباب وأحيانا بدون أسباب أصلا.
يقول د. محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر إن تعرض الصائم إلى الجوع والحرمان يسبب أحيانا للبعض إحباطا يتولد عنه عدوانا أو نكوصا إلى مراحل مبكرة من النمو، أي عودة البالغ إلى ما يشبه الطفل، وحينئذ تنطلق شحنات الغضب لديه لأنه أصبح تحت سيطرة انفعالات الغضب وثورة العدوان، وهذه الثورات عادة ما تستثار بمثيرات تافهة وبسيطة لا تستحق كل هذا الكم من الثورة أو العدوان.
وهذا يحدث بالنسبة لمن يقل نضجهم وسيطرة عقلهم نتيجة لتزايد حجم الطفل بداخله، أما أولئك الناضجون الذين يستشعرون المسئولية من التكليف تجاه الصيام بل ويسمون فوق رغباتهم الدنيوية الغائبة ويتطلعون إلى رضا الله الذي هو أعلى من تلك الملذات فهم لا يعانون مثل تلك الثورات وهم الأكثر تعقلا والأفضل حكمة وسيطرة على تصرفاتهم، ومن هذا يتضح أن الشخص كلما كان ناضجا ومتجاوزا لذاته وملذاته فإنه يصبح قادرا على نسيان رغباته رضاء لخالقه.
ويضيف د. حمودة كما أن الإنسان حينما يتجاوز احتياجاته البدنية ويتغلب على مطالب النفس يكتشف أن لديه قدرات هائلة على الصبر والتحمل وهذا يزيد من ثقته بنفسه بل وقدرته في التغلب على المصاعب الحياتية التي لا تخلو منها الأيام.
وينصح د.حمودة بحسب ما ورد في صحيفة “الأهرام” الزوجة التي تعانى من
عصبية زوجها في رمضان بمحاولة تفادى ثورته وتحمل شطحاته حتى يمر الشهر الكريم بسلام وعليها أن تعتاد الطفل بداخله